2010/02/28

موقف مشرف من قبل زياد أبو عين. بحق وصفي قبها ..... ......فلله درك يا أبا أسامة ما أعظمك.


بسم الله الرحمن الرحيم

من المصدر أنقل لكم من أجمل ما قرأت
في سلوكيات الرجل المسلم الملتزم

ومع هذا الرابط... إضغط على الرابط
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=569572




الحلقة رقـــم ..........2
الوزير الأسير وصفي قبها كما عرفت شهادة للتاريخ

___________________________________________


بسم الله الرحمن الرحيم

.الوزير الأسير وصفي قبها كما عرفت شهادة للتاريخ.
بقلم فؤاد الخفش



كنت أقرأ في ملامح وجهه المضيء تاريخ أولئك الرجال الأوائل
الذين سمعنا عنهم وقرأنا سيرهم في كتب التاريخ
لما كان التاريخ مليئاً بقصص البطولة والفداء...
رجل لطالما بالصبر تجمل ولطالما واجه الصعاب
بابتسامة الواثق بنصر الله وبأن الظلم لا يدوم.


لم أكن في يوم من الأيام مداحاً ولا ممن يسخرون أقلامهم للثناء على فلان
أو تمجيد علان ولن أكون بإذن الله، ولكني في هذه الصفحات
ومن خلال هذه السطور أسجل شهادة للتاريخ
ولتلك الأجيال التي تتربى على سير الرجال .


قد يتصفح كلماتي بعد دهر حفيد من أحفاد السيد الوزير وصفي قبها
أراد ومن خلال محركات البحث العالمية أن يعرف شيئاً
عن جده الوزير ليباهي به رفاقه أو ليعلم لأي نوع من الرجال ينتسب
فأقول له ولمن يريد أن يعرف عن هذا الرجل أنه نوع نادر من الرجال
وذهب نقي عتيق لم تستطع الكراسي ولا المناصب من أن تغير معدنه .


تعلمت منه ومن خلال عملي معه لأكثر من عام معنى الإخلاص ،
نعم الإخلاص هذا الركن الذي تربينا عليه في أُسر الإخوان
لم أستشعره ولم أفهم معناه إلا من خلال العمل مع هذا الرجل
الذي سخر وقته كل وقته لله وللعمل من أجل هذا الوطن.


التقيته أول مرة في سجن النقب عام 2003 وكان حينها الأمير العام لحماس
لم أكن معه في ذات القسم ، كان في قسم مقابل كنت أراه طوال الليل
يكتب ويسجل ويتابع أمور السجن كيف لا وهو أمير عام أكبر سجن
من سجون الاحتلال وبه أكبر قاعدة من أسرى حماس لا يستكين
ولا يلين يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه
قال لي أحدهم مرة أنه ينسى أن يأكل ونحن نذكره أن وقت الأكل
قد حان ، وأنه ينام على الكرسي أثناء إدارته لشؤون التنظيم داخل السجن
وأن كل وقته يمضيه في خدمة إخوانه ووطنه،
كل هذه وغيرها شهادات كنت أعلمها عن بعد.


دارت الأيام ومرت السنون وعدت إلى حيث كنت في سجن النقب أثناء انتخابات المجلس التشريعي
وفي يوم من الأيام وأثناء الإعلان عن تشكيل الحكومة العاشرة
وإذا بي أسمع أن المهندس وصفي قبها وزير للأسرى
وأنا موظف بهذه الوزارة من سنوات طوال .


فرحت فرحاً شديداً لا يعلم به إلا الله وقلت لقد أتى اليوم الذي ترفع فيه
راية الأسرى والمعتقلين ويأتي من يخدمهم بحق وحقيقة .


مرت الأيام بسرعة وخرجت من السجن وعدت للوزارة وشاء الله
أن أعمل بجوار معالي السيد الوزير وصفي قبها وكنت مديراً لمكتبه
كنت أعلم أنه ليس تشريفاً وأنها مهمة ليست بالسهلة
.


لم يكن العمل بجوار معالي الوزير بالأمر الهين والسهل فأنا وجدت نفسي
أمام إنسان غير عادي يدقق بكل صغيرة وكبيرة يتفحص الفاصلة
والنقطة بالكتاب المرفوع كنت أعيد تدقيق الكتاب أكثر من مرة
وفي كل مرة كان يوجد لي أخطاء كانت شدة الملاحظة عنده
شديدة وشديدة جداً، كان يركز على كتابة التاريخ الهجري
في كل كتاب نوجهه لأي جهة كانت كان يهتم بشكل ومنظر ومظهر كل شيء.

همة عالية

لقد قلت في مرة من المرات لأحد المقربين مني لقد كانت فترة عملي
مع معالي الوزير المهندس وصفي قبها من أصعب فترات حياتي
على الإطلاق لم نكن نعرف للنوم سبيلاً
ولا للراحة طريقاً ولا للاستقرار مكاناً ،
لقد كانت مرحلة صعبة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ،
مرحلة لم تتح لنا الفرصة فيها للعمل
كنا نعمل تحت تهديد إطلاق النار بكل لحظة
واقتحام المكتب بكل وقت بسبب حالة الفلتان الأمني
التي كانت سائدة في تلك المرحلة بعد استلام حماس لزمام الأمور
فحرقت سيارة معالي الوزير مرتين وأطلق النار عليه أكثر من مرة .

في مرة من المرات وبعد أن أنهيت مكالمة مع معالي الوزير وصفي قبها
أذن المؤذن لصلاة المغرب وكنت ما زلت في المكتب
وكان لي أكثر من ثلاثة أيام لم أبرح المكتب كنت أنام
في مكتب معالي الوزير على الكنبة الموجودة في هذا المكتب
قررت أن أذهب للصلاة في المسجد القريب
من الوزارة في رام الله علماً أن الظروف الأمنية كانت صعبة
وكنت لا أخرج كثيراً خوفاً من حالة الفلتان وما أن بدأت الصلاة
حتى رن هاتفي فقمت بإسكاته وطوال الصلاة والجوال يرن
وما أن انتهت تلك الصلاة حتى خرجت لأجد السيد الوزير قبها هو المتصل
عدت إليه وإذا به يصرخ بشدة أين أنت هل حدث لك شيء أي مكروه
ما الذي أصابك ذهلت لشدة انفعاله قلت له أنا في المسجد
ما الذي حدث قال لي إن مكتبي تم اقتحامه والعبث بمحتوياته
وتوقعت أنك اختطفت هدأت من روعه واتصلت بالشرطة
وذهبت للمكتب الذي دمر ونهبت كل محتوياته وحمدت الله على السلامة .


كانت فترة عملي مع معالي الوزير فترة إضراب الموظفين الحكوميين
ذلك الإضراب الذي أريد منه شل الحركة في الوزارات وقد كنت أعددت خطة
للتغلب على الإضراب كنا لا نتجاوز العشرة موظفين
استطعنا أن ندير وزارة بأسرها كنا نواصل الليل بالنهار
كانت فترتها فترة قطع الرواتب كانت أوضاعنا المادية صعبة جداً
والحصار قد اشتد ولم يبق أحد إلا واستلفنا منه مالاً لكي نستطيع أن نذهب
ونداوم في الوزارة وفي هذه الفترة كان الشاي والقهوة على حسابنا الخاص.

فاتورة النسكافيه

ومن القصص التي أذكرها ومازالت محفورة بذاكرتي ولن أنساها
أني في مرة من المرات كنت قد قدمت للوزير وصفي قبها فاتورة مشتريات
وأذكر بالحرف الواحد ما في هذه الفاتورة التي احتوت الشاي والقهوة وسكر
ومحارم ونسكافيه ومبيض للنسكافيه وبعض (الزهورات- الأعشاب)
فأشار الوزير بقلمه الأحمر وشطب الزهورات النسكافيه والمبيض
وقال هذه زيادات من اشتراها سيتحمل ثمنها نحن في حصار
ولا وقت للكماليات لم أنطق ببنت شفة وخرجت وأنا سعيد في داخلي.

تنظيف الحمام

ككل وزير في أي وزارة كان لنا مراسل في هذه الوزارة
وكان مراسل الوزارة شاب أسير محرر كان معالي الوزير
يعامله بكل لطف وأدب لم يطلب منه في مرة من المرات أي طلب
وإن طلب فإنه يستخدم فقط لو سمحت ،
وفي مرة من المرات دخل معالي الوزير الحمام
وطال دخوله وبعد خروجه اكتشفنا أنه كان ينظف الحمام
وضع المنظفات وغسل جدران المرحاض ووضع العطور وأزال الماء
وخرج وهو مشمر لبنطاله ، رافع لأكمام يده
لاقيته بابتسامة فردها علي وذهب لمكتبه.

ساندويتش الفلافل

أشهد الله على ما أقول لقد كان ينسى الوزير وصفي قبها نفسه خلال زحمة العمل
ينسى أن يأكل وفي مرة من المرات وبعد الساعة العاشرة ليلاً
وكان الجو بارداً وفي فصل الشتاء وكنت جائعاً وكنا نعمل في مكتب الوزير
فذهبت ولم أجد إلا ساندويش فلافل بارداً بدون سلطات
أخذت اثنتين وعلبتي لبن وتوجهت للوزارة فقال لي الوزير أنه من الصباح
لم يأكل أي شيء وأن هذا الساندويش البارد أول طعام يدخل جوفي
نعم والله لقد كان في غمرة الأعمال ينسى أن يأكل .

حلويات العيد

مر عيدان علينا أثناء تولي معالي الأسير قبها وزارة الأسرى وكان من المعروف أن الوزارة ترسل لكل أسير في سجون الاحتلال كيلو من البقلاوة وهذا عرف قديم معروف ، طلب مني معاليه أن لا يكون شراء الحلويات من مدينة واحدة ومن مكان واحد ومن تاجر واحد بل يجب توزيع الأمر على المدن والتجار لتعم الفائدة وهذا ما حدث وقد التزمنا الشفافية وشهد لنا الأسرى بكل السجون لأنهم لأول مرة في تاريخهم تصل حلويات بهذه الجودة ، كان التجار يأتون للمكتب لاستلام أموالهم وكان كل تاجر كنوع من التقدير لنا يأتي بعلبة بها حلويات من النوع الفاخر كان قبها يرفض استقبالها ويجبر صاحبها بالعودة بها ، وفي إحدى المرات قام صاحب محل البشير من مدينة نابلس بإرسال هدية للوزير قبها على بيته يوم العيد من خلال سائق تكسي خاص أخرجه من نابلس لجنين ، استقبل الوزير السائق ورد معه الهدية ورفض استقبالها ليس هذا فحسب بل حاول أن يدفع للسائق أجرة الطلب الذي سيعود به فلله درك ما أعظمك يا أبا أسامة

ماله المدخر أنفقه بالكامل

سبق أن ذكرت أن الأزمة المالية التي كنا نمر بها شديدة وقد أخبرني أنه كان يدخر مالاً من أجل بناء بيت وأن هذا المال تم استخدامه لذهابه وإيابه وعلى الوزارة وأنه أنفقه جميعه غير نادم أثناء تحركاته فللرجل نفس عزيزة تمنعه من طلب أي مساعدة من أي شخص أو جهة.

رفض الانتقال إلى رام الله

ومن مآثر هذا الفارس الأسير أنه رفض أن تنتقل زوجته وأولاده للسكن برام الله حيث مقر الوزارات ورفض قطع صلته ببلده ومنطقته ، وآثر البعد عنهم والعيش وحيداً على أن يقال عنه أنه ترك مدينته وبلدته ليسكن في رام الله المعروفة بتطورها ورقيّها وأصر على السكن بجنين

السيارة والبنزين

بعد حرق سيارة الوزير العامة وكانت من نوع جولف وهي معروفة أنها اقتصادية تم استبدالها بسيارة من نوع أودي وكان أول سؤال طرحه هل هذه السيارة اقتصادية أم ماذا وبعد أن أخذها كان يصر على تبديلها لمصروفها الكبير علماً أن السيارة من النوع الفخم وأرقى وأفضل بكثير من سابقتها التي حرقت ، كان لا يريد أن يقال أنه يكلف الحكومة شيئاً كان يشعر بحال الناس والشعب لذلك كان يريد أن يوفر على الحكومة وشعبه ، ومن الأمور الأخرى أن غالبية مدراء مكاتب الوزراء كان لديهم سيارات عامة إلا أنا كان لا يريد معاليه أن يظهر أثر البطر على نفسه ومن حوله.

وزير لخمس وزارات

قلت فيما مضى أن الفترة كانت غير عادية وكنا نعمل في أجواء من اللا استقرار وكانت هناك حملة كبيرة من الاعتقالات طالت أغلب الوزراء والنواب وكان من بينهم الوزير قبها الذي مكث شهرين وتم الإفراج عنه وخرج ليستلم وزارة التربية والتعليم قبل افتتاح العام الدراسي بأيام ووزارة التربية من كبرى الوزارات على الإطلاق وكان المدرسون قد أعلنوا إضرابهم كان يعمل معاليه باليوم 20 ساعة متواصلة كان يسرق ساعة نوم من بين ساعات النهار الطويلة وهو جالس على المكتب ، كان ينام على كرسيه أو على كنب الوزارة التي تشهد لنا أننا كنا نستخدمها كسرير واستطاع الوزير أن يخرج بوزارة التربية والتعليم من أزمتها وأن يضع الخطط البديلة وتستمر الحياة التعليمية ويتجاوز أزمة إضراب المعلمين وكل ما تبع هذه المرحلة التي كان لا ينتهي يوم إلا ويأتي يوم جديد به مشاكل أكثر وأكبر من اليوم الذي مضى وكنا بالله نستعين وكان الله لنا خير معين



إتهامات باطلة

بعد ما حدث من انقسام تدمى له القلوب وحلت الحكومة الحادي عشر وتشكيل حكومة جديدة واستلام وزير في رام الله لوزارة الأسرى خرج علينا أشرف العجرمي باتهام يقول من خلاله أنه ثبت لديه سرقة الوزير قبها لأموال الأسرى وأن أوراقاً ستقدم للنائب العام ، كان الوزير حينها رهين سجنه لا يستطيع التواصل مع أحد تحدثت حينها للإعلام وتواصلت مع العديد من الجهات التي أكدت أن الأمر كذب ومن باب المناكفة السياسية،

ومن بينها وكيل وزارة الأسرى الحالي
السيد زياد أبو عين

*****************
أستدرك : لانستطيع أن ننكر بعض المواقف الإيجابية للرجال
وهذه شهادة حق من رجل قيادي في السلطة الفلسطينية يشهد لها التاريخ

*
****************
وقال : إن الاتهام باطل ولا محل له من الصحة وقام بدوره بالاتصال على زوجة الوزير قبها وأخبرها بموقفه ومرت الأيام ولم يقدم للنائب العام أي ورقة أو إثبات ضد هذا الرجل الذي شهد له القاصي والداني بالنزاهة والعفة ونظافة اليد وبقي وصفي قبها صاحب الصورة الأكثر إشراقاً وطهراً وعفة



رجـل وحـــده

في الكواليس وخلف الأضواء وحينما تغلق الأبواب وتنزع من على الظهور المعاطف وتحل ربطات العنق التي كانت تقيدنا طوال النهار يتحدث المرء بما شاء ويشاء من دون تحفظ أو خوف في هذه الأجواء استطعت أن أسبر أغوار المهندس وصفي قبها واكتشفت أنه رجل وحده بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى يحب فلسطين ويحب الآخر ويتمنى الخير للجميع لا يفرق بين هذا وذاك ، وفي مجال الأسرى كان يقول على الدوام لا فرق بين فتح وحماس جمعهم القيد لن تفرقهم الاتجاهات ، الكل اعتقل من أجل فلسطين وعلينا أن لا نفرق بين أسير وآخر ، وهو أول مسؤول فلسطيني عمل على ذلك بالفعل لا بالقول فأصبح الأسرى جميع الأسرى متساوين بالرواتب ولا فرق بين أسرى حماس وأسرى منظمة التحرير ، ولا واسطة ولا محسوبيات .


كان وصفي قبها المهندس الوزير والأسير الآن يحث في حديثه بالسر والعلن على الوحدة والتوحد، كان يتألم بشدة لأحداث العنف والمشادات التي تدور بين أبناء الشعب بين فتح وحماس وأذكر والله وللأمانة والتاريخ أنه بعد حرق سيارته الخاصة في جنين كنت قد جهزت بياناً استنكارياً باسم الوزارة وكان البيان شديد اللهجة وقف وقال لي لا هذه لغة تفرق لا توحد وتؤجج الخلاف لا تخفف التوتر وأصر على حذف جميع الكلمات الوصفية والتي تصف الحادث والجريمة .


تكرر هذا الأمر مرة أخرى بعد حرق سيارته للمرة الثانية بعد حرق سيارته بشكل كامل أمام مجلس الوزراء بمدينة رام الله رفض كلمات البيان وقال أنها لغة قد تفهم أنها تحريضية وليست شجباً واستنكاراً كان ينظر قبها لحرق سيارته ويتألم بشدة حرقت السيارة وذاب حديدها قبل أن يهب الدفاع المدني لإطفاء السيارة كان يردد لا حول ولا قوة إلا بالله ، لم تكن السيارة في المرة الثانية سيارته الخاصة كما كانت السيارة الأولى ولكن الهم على المال العام كان أشد بكثير من الهم على سيارته الخاصة


فلله درك يا أبا أسامة ما أعظمك.


تبع حرق السيارات إطلاقات نار أكثر من مرة واقتحام المكتب وتدميره بشكل كامل
وسلب محتوياته كل ذلك لم يغير قناعات الرجل بضرورة الوحدة
والخروج من دائرة العنف حتى لا نصل إلى الاقتتال الداخلي.

لم يكن متعصباً لحزبه

صحيح أنه نسب إلى الحكومة العاشرة والحادية عشر من قبل حركة حماس ولكن لم يكن هذا الرجل بالرجل المتعصب لحزبه كان ينتقد الخطأ لما يرى أن هناك قراراً خاطئاً وكان ينتقد التصريحات اللاوحدوية ، كان يقول للمصيب أنت مصيب وللمخطئ أنت مخطئ ، وصفي قبها رجل غير متعصب لحزبه أو تنظيمه فهو فلسطيني الهوى والانتماء.


توثيق سير الرجال والحديث عن الأعلام وتوثيق الأحداث والتواريخ أمر لطالما كنت أنادي فيه ، أكره أن يبقى التاريخ محفوظاً بالصدور، لأنه يموت مع موت هذا الإنسان ، ولا أجمل من السطور تحفظ ما في الصدور، وهذا ما كنت أنادي وأطالب به على الدوام طلبت من الشيخ سعيد بلال رحمه الله أن يكتب ويسجل شهادته للتاريخ ، وطالبت الراحل ناجي صبحه رحمه الله أن يسجل شهادته للتاريخ فرحلوا قبل أن يوثقوا كل ما يجب توثيقه فرحمهم الله ، ولكن المهندس وصفي قبها أدرك بحسه وشعوره بالمسؤولية التاريخية وبلمسة حب للجيل القادم والأجيال التي ستأتي كتب سير الرجال وأرخ لمرحلة سيأتي يوم ينكب الباحثون على دراستها وتقييمها فكتب من سجنه وعلى ورق المهرب وقلم جاف سير النواب والوزراء المختطفين وأسهب في الكتابة وذكر تفاصيل التفاصيل وكنت لما أقول له أن الموضوع طويل كان يقول لي أنا أسجل لأجيال ستأتي ستكون معنية بتفاصيل التفاصيل، لم تقتصر كتابات المهندس والوزير على النواب والوزراء بل كتب تحت عنوان شموع لا تنطفئ سير مجموعة من رفاق قيده من الأسرى والمعتقلين وكتب عن الأسيرات فأنصف أحلام التميمي وتحدث عن منى منصور ومريم صالح وندى الجيوسي وماجدة فضة ، كان إعجابي أشد واندهاشي كبيراً لما علمت أن المهندس الوزير شاعر وينظم الشعر وأنه مبدع بما يسمى بالشعر الغزلي فقد أطلعني على شعر خاص قد نظمه في زوجته فبهرت من تلك الكلمات وتلك العلاقة الروحية بين الزوجين التي صورها الوزير الشاعر بكلمات رائعة ووصف بليغ إنه الإنسان وصفي قبها.



زوجه صابرة وأسرة طيبة



امتدت علاقتي مع معالي الوزير وصفي قبها لتشمل أسرته فتعرفت على هذه العائلة الطيبة عن قرب، وتعرفت على الأخت الفاضلة أم أسامة قبها هذه المرأة الصابرة التي تحملت طوال السنين الماضية بُعد الزوج وحاولت بكل ما استطاعت من قوة أن تحافظ على أسرتها وأن تحفظ بيتها وغياب زوجها وأن ترضع أبناءها لبن العزة والكرامة فللسيد الوزير ست بنات وابن واحد وحيد ومن فضل الله على هذه الأسرة الطيبة أن نجح في امتحان الثانوية العامة ابنتاه وابنه الوحيد والتحقوا بالجامعات وساروا على درب والدتهم المربية والمعلمة والمجاهدة الصابرة وعلى درب أبيهم الذي يحمل شهادة الماجستير في الهندسة من كبرى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية.


هذه شهادتي لله وللتاريخ أكتبها في وقت من أصعب الأوقات وفي مرحلة من أدق المراحل التي نمر بها وفي فترة لا يوجد فيها من يشهد بصلاح أحد أو حسن أحد فلله درك يا سيدي أبا أسامة ما أعظمك على سيرتك نتربى ومن صبرك وتواضعك نتعلم ومن ابتسامتك التي تطلقها رغم قيدك في وجه الردى نستمد الإصرار على مواصلة المشوار ، فلك ولكل من سيسعد بقراءة هذا الكلام ألف تحية وسلام.

*****************************************************
وإليكم هذا الإبداع لمدرسة إناث العيسوية الأساسية
القدس الشريف
بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي

للمشاهدة أنقل الرابط على الشريط أعلاه
http://www.esawiah.com/hosting/files/rlaxnbh37afdqx2bgsr7.jpg

http://www.esawiah.com/hosting/files/kp6ca7zila6rna4l8ilt.jpg

*****************************************************

حول شخصية .... زياد أبو عين ؟؟!!.....1



الحلقة الأولى

بين زياد ابن أبيه .. و زياد أبو عين ؟؟!!


بقلم : صلاح الدين الكاشف



عجيب أمر هؤلاء القوم ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، تأخذهم العزة بالإثم فيصبحوا و كأنهم خشب مسندة يظهرون للناس و يتكلمون أمامهم دون أن يكون لديهم ذلك الإحساس الذي ينبههم إلى أن الناس تعلمهم ، وتعرف مأكلهم و مشربهم و ماضيهم و حاضرهم ، و هي أيضا تعلم يقينا إلى أين يمضي مستقبلهم ، و العجب أمام ذلك أن تجد هؤلاء القوم لا يتورعون عن إظهار أنفسهم على أنهم شخصيات اعتبارية ذات قيمة وقدر في مجتمعهم ، و قد غاب عن أذهانهم أن وجودهم بين الناس هو تيمما ، كالذي يفتقد ماء الوضوء عند الصلاة ، فإذا حضر الماء بطل التيمم ، و كلنا على يقين بأن المستقبل الواعد كفيل بأن يأتي بالماء فيبطل مفعول هؤلاء .


لقد تكلم زياد أبو عين في الأسبوع المنصرم و هو يعلم أن الكثرة الكاثرة من الناس و الأمة قد سمعت باسمه دون أن تعرف شيئا عن شخصيته أو تاريخه أو تأثيره ، حيث قال : أن الحوار مع حماس لا يجدي نفعا ، و أن غزة يجب أن تعود بالحسم العسكري ، و طالما أن اسمه ( زياد ) فقد خشيت على من سمعه أن يستحضر في ذهنه ( زياد ابن أبيه ) و هو يطلق تهديده و وعيده في خطبته البتراء الذي خطبها في أهل الكوفة لما ولاه معاوية عليها ، فأحببت أن أنقل للقارئ الكريم حدثا عايشته بنفسي في سجن النقب عام 2002 و لم أسمعه بطريقة القيل والقال ، لكي أساعد الأذهان على ألا تذهب بعيدا ، و تعلم أنها أمام شخصية امتهنت السرقة والمتاجرة بآلام الشعب و أسراه ، هو أقل من أن يلوح بأي لغة تهديد و في ظنه أنها يمكن أن تترجم إلى أرض الواقع فعلا ، فوا خيبتاه لجماعة تحتضن هذا الرجل ، أو يمسك بقرار فيها ...


ذات مرة و بالتحديد في شهر تشرين الأول من عام 2002 م : ( قدمت وزارة الأسرى منحة مالية قدرها 40 ألف دولار خصت بها أسرى فتح دون غيرهم ـ طبعا من باب الإنصاف والوطنية ـ و كان مسئول ماليتهم في سجن النقب في ذاك الوقت السيد زياد أبو عين ، و هو بطبيعة الحال من سيستلم المبلغ ، حيث كان الأسرى في أمَسِ الحاجة لأي شيء يأتيهم من الخارج بسبب حصر أغراض الكانتينا الخاصة بالمعتقلين من قبل إدارة السجن .. تحدد موعد دخول شاحنتين بعد اتفاق ممثلهم مع إدارة السجن على ذلك ، فأصبح الأسرى من فتح ينتظرون على أحر من الجمر دخول أغراضهم و مستلزماتهم الأساسية ـ خاصة أن أسرى فتح بالذات و رغم كثرة المنح المقدمة لهم يفتقدونها بسبب سرقتها ماليا قبل وصولها ـ ، أتت الشاحنتان و أفرغتا حمولتهما عند إدارة السجن لتقوم الأخيرة بتفتيش الأغراض و حصرها ، و أبناء فتح ينتظرون بفارغ الصبر استلام أغراضهم التي سجلها ( شاويشهم ) على قوائم حسب طلباتهم .. ساعات و إذا بالخير بدأ يهل .. و كانت المفاجأة : لا شيء مما طلبوه أو هم بحاجة إليه قد أتى ، بل أواني بأحجام مختلفة و كراسي و ( طربيزات ) و طاولات وأباريق بأشكال و أحجام مختلفة و كلها بلاستيكية .. جنن جنونهم ، و أخذوا يشتمون و يسبون و يكسرون ما طالته أيديهم مما دخل إلى الأقسام ، و لولا أن السيد زياد أبو عين ـ بما أنه مسئول ـ موجود في قسم المطبخ ـ قسم خاص ـ لفتك به و قتل على أيديهم من ثورة الغضب التي اجتاحتهم ...


قد لا يكون في ذلك غرابة كبيرة .. لكن المفاجأة التي كشفها أبناء فتح و هم يصرخون و يطالبون بحقهم ، بقولهم أنه ـ أي أبو عين ـ ( يسرقنا عينك عينك ) .. حيث يوجد له في رام الله مصنع بلاستيك و مخازن مليئة بما ينتجه مصنعه ، فجعل حمولة الشاحنتين من مخازنه مما لا يستطيع تسويقه ، و قبض ثمنها نقدا بالمبلغ الذي منحته وزارة الأسرى لمعتقلي فتح !!! ؟؟ ... و الله ، في ذلك الموقف أن حالهم يحزن القلب ، وقد وقفوا أمام خيامهم مشدوهين لا حول لهم و لا قوة سوى ما ينفلت من ألسنتهم من كلام .. أسرى ومعتقلين يعانون الأمرين و ولاة أمرهم يتاجرون بآلامهم .. في مؤسساتهم ينهشون ، في السجون ينهشون ، في مهماتهم الدبلوماسية ينهشون ، في كل ما يتصدرون إليه يسخرونه تجارة رابحة و كأنهم ورثوه كابرا عن كابر ، و كأن الوطن و قضيته قد أصبح عندهم شركة تجارية خاصة و محدودة !!! ..


هذا هو زياد أبو عين ( سارق المعتقلين ) ، محرر غزة الموعود .. ناهيك عن جعجعته و عربدته التي عرفته رام الله بأبنائها ، حيث كان مشرفا على عصابة من أراذل الناس ألبسهم لباس الوطنية بماله ـ شهداء أقصى ـ ليكونوا له يدا سليطة على ممتلكان المواطنين وأمنهم ، فهل يمكن أن تكون هذه الرويبضة أهلا بأن تدلوَ بدولها فيما يخص غزة العزة و أسودها الذين مرغوا كبرياء دولة الكيان الصهيوني في وحل الهزيمة و العار .. و قضوا على أحلام أسياده .. لا نقول إلا : هنيئا لفتح قادتها ... و هنيئا لإعلامها الذي يرفع كل وضيع ليجعل من كلماته ما يتصدر صحفها و مواقعها الإلكترونية و ألسن أنصارها !!؟؟ ..





تابع الحلقة الثانية................